السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن تفتح الفتاه قلبها وتبوح باسرارها؟
وهل بوحها هذا يمتد لكل اسرارها ام انها تحتفظ ببعض,
اوبكثير, من اسرارها الخاصه
جدا بداخلها فلا تطلع احدا عليها مهما كان؟؟؟؟
هذه بعض من الاسئله الكثيره التي تدور حول فتيات اليوم, خاصه في
ظل التفكك الاسري الذي يزداد عمقا كلما مر الوقت....
فهل مازالت الام سر ابنتها كما كانت في الماضي ؟
ام تغير الوضع واصبحت الفتاة تبحث خارج اسوار
البيت عن من تستطيع البوح له بمكنوناتها الخاصه؟؟؟
وهل اصبحت الصديقه اقرب للفتاة من الام؟؟
******
في بادرة غير مسبوقة، قامت إحدى المحطات التلفزيونية الأمريكية ببث برنامج تعدَّه
إحدى الاختصاصيات الاجتماعيات، ولاقى قبولاً واسعاً وتفاعلاً كبيراً من المشاهدين
والمشاركين، وتتخلص فكرة هذا البرنامج الذي عنون له
بـ ( العودة إلى العائلة)ا(Back to Family)
في لم شمل الأسر التي استقل فيها الأبناء أو البنات عن آبائهم وأمهاتهم
بمحض اختيارهم ممَّن هم دون الثامنة عشرة، والذين يعتبرون
أطفالاً في تصنيف القانون الأمريكي.
وتحاول الباحثة معدَّة البرنامج بالتنسيق مسبقاً مع الآباء والأمهات الراغبين
في عودة أبنائهم إلى كنفهم، فتقوم بمقابلتهم تلفزيونياً ليحكوا معاناتهم
ويستدروا عطف أبنائهم الجاحدين.. ومن ثمَّ تقوم الباحثة في لقاء آخر
باستضافة من يرغبون
من هؤلاء الأبناء في لقاء مستقل في هذا البرنامج أيضاً..
وقد لوحظ أنَّ البنات هنَّ أكثر من يلجأ إلى هذا البرنامج..
فيعترفن خلال اللقاء بمعاناتهن النفسية بعد الاستقلال. وكم هو مثير للشفقة والألم
أن تجد أماً تحكي وتذرف الدموع وتناشد ابنتها بالعودة إليها، وربما حملت
معها صوراً لتلك الفتاة وهي صغيرة.
وكم هو مثيرٌ للعجب أن تسمع اعترافات الأبناء ومنهم من يبكي بأنه
اختار لنفسه طريق الشقاء..
فذلك أصبح مدفعاً وتسليط عليه رفقاء السوء.. وتلك هربت مع الصديق
لتواجه مشاكل
الحمل والإجهاض والانتقال من أحضان رجل إلى آخر.
. لتجد نفسها بلا راحة ولا استقرار ولا ملاذ عاطفي تأوي إليه..
ومن ثمَّ تقوم الباحثة بلم شمل عوائل الأبناء الراغبين في العودة..
وينتهي البرنامج في تلك الحلقات بلحظة اللقاء الأولى بين الطرفين
وسط تصفيق الجماهير ودموعهم.
. إلا أنَّه أحياناً قد تخفف المحاولة الرامية إلى إقناع الأبناء بالعودة إلى أسرهم؛
لينتهي البرنامج بهتافات التنديد والسخرية من بعض الجمهور لذلك الابن العنيد الذي
يرفض العودة إلى أحضان أسرته، أو تلك البنت القاسية التي جاءت
لتعلن بكل وقاحة أنَّها
لم تعد بحاجة إلى رعاية الوالدين، وأنَّها ترغب في ممارسة حريتها المزعومة،
وأحياناً تبلغ فيها الوقاحة مبلغاً عظيماً فتصطحب معها صديقاً مدافعاً
ومنافحاً عن رأيها في حياتها الخاصة.. شأنهم في ذلك شأن كل مكابر يجادل
في البدهيات ويجحد الضروريات مقابل شهوة عاطفية ورغبات جسدية
نفخها الشيطان في رؤوسهم، فتخلوا من أجلها عن كل القيم والمبادئ.
وقد شوهدت إحدى الفتيات التي لم تتجاوز الرابعة عشرة في إحدى الحلقات
وهي تجادل بصلف عن حريتها.. ثمَّ قامت بالكشف عن موضع في جسدها
لتبين للجمهور
شعار الجماعة التي انضمت إليها، وهي واحدة من الجماعات المتكاثرة في
المجتمع الغربي،
مثل الهيبز والبانكس، والتي تولَّدت من الفراغ النفسي والعاطفي
الذي يعانيه أعضاؤها،
والتي تتفنن أيضاً في التسابق إلى الغريب من الملابس والشعارات
وطرائق السلوك
التي تدل أخيراً على أنَّ هذا المجتمع بلا هوية وبلا قيم اجتماعية راسخة.
اعزائيكم نحن غافلون عن نعمة هذا الدين العظيم،
فنحن لسنا بحاجةٍ إلى خوض تجارب
وجلسات إقناع لنبقى مع آبائنا وأمهاتنا وندين لهم بكل البرّ والوفاء..
لأننا أبناء دين علَّمنا حقوق الوالدين، كما نملك فطرية سوية تأبي نكران الجميل
وجحود المعروف، وإن وجد شيء من هذا فليس هو الأغلب بحمد الله..
ما الذي دفع هؤلاء الأبناء والبنات إلى الهروب؟ هل هو الشدَّة؟ أم فقد العاطفة الأسرية؟موضوع للمناقشه