صباح عربي .. صديقي ..
صباح طعمه قهوة عربية خليجية أصيلة .. صوته أنغام فيروز السحرية ..
رائحته عطر ياسمين الشام ..
صباح تطاردنا فيه أخبار العرب في فلسطين و العراق و دارفور و لبنان و الجولان وو ....
تطاردنا على شاشات التلفزة ... في مذياع السيارة ...تطاردنا حتى في وجوه من حولنا..
في زمن صرنا ندرك فيه الخبر قبل أن يرد... فلا بد من شهيد فلسطيني ..
وجريح عراقي ..
اغتيالات هنا ... و اجتماعات هناك ..
كيف أنت صديقي ؟؟
لا أخفيك أني أفتقد رسائلك و كلامك ..
أفتقد تفاؤلك.. روحك الوثابة الثائرة ...
لقد مضى وقت طويل عزيزي , أليس كذلك ؟؟
سنة ربما قد مضت و لم تراسلني ..أنا أرسل , و أنت تكتفي بالصمت ..!!
لم أعتد سلوكك هذا \ رغم كل الظروف \ ..
صحيح أنك كنت قد انقطعت عن مراسلتي سابقا , لكنك كنت تستفيق من غفلتك دوما ...
أتذكر ؟؟ أتذكر آخر رسائلك الصيف الماضي ؟..أرسلت لي وقتها مشاركا إياي فرحتنا حين تمكن أبطال المقاومة من إيقاف زحف أرجل نرجسية دخلت أرضنا القدسية .. أتذكر ؟
أما أنا ؟! ..آه...ما زلت هنا في بلاد الشام , أعيش حاليا في دمشق , لقد طاب لي المقام هنا ..
أنت تعلم .. لم أعد كما كنت \ ابنة العشرين الشابة \ !! العمر يمر عزيزي.
منذ زمن .. كان التنقل \ و الذي تعرفه عني \ بين بلداننا العربية يعيد لي روح الشباب مهما مر علي من السنين ..و لكن .. يبدو مؤخرا أن ذلك لا يجدي نفعا... هذا أمر لا تحب الفتيات الاعتراف به .. آه .. لكني أقول لك أني مهما كابرت سابقا , فقد تعبت الآن .. لم تعد المساحيق تخفي التجاعيد على وجهي ..
رغم ذلك .. فإني هنا أشعر بالراحة أكثر من أي مكان آخر ..
ما أجمل ياسميننا في الشام !
تذكرت .. قد كنت نسيت أن أقول لك أن قهوتي التي ذكرتها في بداية رسالتي قد جلبتها و إلى جانبها كأس ماء علته ورود الياسمين ..!
نعم .. هذه عادة شامية قديمة ..
على فكرة .. حملت رسالتي هذه عبق ياسمين الشام .. ها .. هل تحس به ؟
هناك سؤال يحيرني ..
لماذا أحس أن حزنا يكتنف نفسك ؟
آه عزيزي.. هذه الحياة نحن من نستطيع أن نجعلها حياة سعيدة ..
نحن و نحن فقط نستطيع بإرادتنا أن نجعل قسوة الدهور تلين ..
مصائب كثيرة و متاعب أليمة تأتيك مع أخيلة الليل , تضمحل أمامك بمجيء الصباح , و أنت شاعر بعزيمتك , متمسك بآمالك ..
أحن إلى أيام قد خلت ,
كنت أحس فيها الحياة تتدفق في عروقي حين أرى شبابنا ثائرا مناضلا .. مقاوما ..
حين أسمع صيحاتهم , و أرى سواعدهم تمتد في وجه الطغاة فتطيح بهم و تخنق الظلم ..
أخبرني .. هل غفوت أنا و استفقت في زمن آخر وسم بالخضوع و التخاذل..؟!
اهذا \نصيبنا من الحياة\ كما يقولون ؟!!
لا ..قد قال جبران فيم مضى أن مشيئة السماء ليست بأن أقطع جناحي بيدي و أرتمي على الرماد حاجبة رأسي بساعدي , ساكبة حشاشتي من أجفاني , قائلة هذا نصيبي من الحياة !
لعل شبابنا اليوم يقرأ و لا يعي , أو أنه من البداية لا يقرأ ..
أترى .. أترى كيف أن غيابك قد أثر في نفسي التي كانت دوما متفائلة..
أرجوك .. لا تتأخر ..
استيقظ قبل أن ترى الدهر طوى عمري و اليأس قد سرق أنفاسي..
استيقظ .. استيقظ أيها } الضمير العربي { ..
بانتظارك ..
احلى عالم
الإثنين يوليو 07, 2008 12:40 pm
