الحب ياحبيبي هو نبش لملذاتِ الحياة ،
وكما أن الماء يسقي عطشنا فالحب أيضاً يمنحنا حياةً جديدة
لا تقدر عليها الماديات التي تؤثر في الحياة الطبيعية
الحياة بدون حبٍ يوقظ ثباته كالمرأة بدون صدرٍ ناهد يوقظ أحاسيسها !!
وتجدها تبقى في الحياةِ بدون طعمٍ ولا لونٍ ولا رائحة
تصور يا حبيبي بأن حبنا هو تلك المرأة ،
سوف يموت بالتأكيد لأن المرأة مصيرها الهلاك..!!
بين الحب والحياة علاقة أزلية لم تنقطع رغم هواجس العهود
التي مرت وأنكرت سيادة الحب للحياة ومن ثم للإنسان !!
الحياة بلا حب مثل دولة نكست أعلامها تعبيراً عن حزنها لوفاة زعيمها ،
والحب هو الزعيم الخالد لدولة الحياة
ولذلك فإن الدولة الوحيدة التي تموت قبل موت زعيمها هي دولة الحب
والزعيم الوحيد الذي ينكس أعلامه حزناً على وفاة دولته هو الحبيب ،
وكم تمنى ذلك الزعيم انبعاث دولته بعد موتها وتجده حزينا باكياً هو وأعلامه المنكسة أمام قبرها!!
لا تكن قديساً وتكابر فأنا لا أتخيل حياة بدون حبٍ
لأنها ستكون حياة تموج برتابة داخل رحمٍ اعتيادية
أصيبت بورمٍ خبيث واستأصلوه بدون جراحه !!
بعض أنواع الحب يعاني من قصر بالنظر
حار فيه أطباء العالم القديم والحديث،
جربوا معه كل المشارط من أجل ترميم القرنية
وعندما فشلوا اكتشفوا بأن المريض ليس إلا أعمى !!
الحب ليس ملاكًا عليه غطاء أبيض ينام بملء جفونه انتظاراً لحدوث معجزة،
الحب ليس فراش تنويم يتناوب عليه مرضى مثقلون بالآلام.
إذا اعتقدت ذلك حبيبي ، فأنت كالزارع في وادٍ غير ذي زرع !!
هل أصف لك ماذا يعني لي الحب ؟؟
إنه فراش مخملي ..
ساخن....
دافيء....
متوهج....
من يلامسه يتشبث في وسادته أملاً في مزيد من الرقاد
أو لعلها رغبةً في موتة صغرى لا يستفيق بعدها أبداً !!
الحب جسدان هدت جميع الحصون الملتفة حولهما...
وتماثلت أمامهما جميع الرؤى التي تنسخ بعضها....
وكأنهما أصيبا بتعتيم رؤية....
وشلل أطراف
واستيطان صهيوني لجميع منافذ الأوردة ومداخل الشرايين المؤدية إلى القلب....
فتجده مستسلماً ...
صريعاً....
مستكيناً ...
ومكبلاً بسلاسل ولكنها ليست من حديد بل من ذهبٍ خالص!!
هو تفوه بكلمة حلوة تعقبها جملة صارخة الألوان.... وموت بطيء للمعنى !
تغيب قسري للإدراك...
غروب للضجيج واستشعار لإشراقة الهمس الخفي....
وقراءة ذهنية مشفرة تصيغ لمسات حانية جريئة !
الحب إحتكاك يتكيء على وهج سراب يجعل المسافة بين الذات والسعادة
كجبلٍ جليدي يذوب فيغرق طموح العذاب الذي يركض بقوة إلى سردابٍ من الفناء !
أيها الميت الحي :
الحب يزهو كزغاريد ليلة عرسٍ حجازية،
يبرق كعينين تظمأ عشقاً، يفور كقدح حساءٍ شهي
مبهرٌ كراقصةِ باليه. مبتلٌ بهيبة خفقٍ عشتارية، يهتاج بالروح ولا نقوى له ردعاً ... !
يتهادى بالقلوب البليدة ليحولها الى مدرسةٍ ليلية تمحو جهل الحب وأميّة ظلاماته ...
الحب كما الحب يدركنا حول نيازك سمائنا لتمطر شغفنا المكنون أنفاساً طيبة
تتجلى في كلمة واحدة " احبك " ... !
كيف أحبك ؟!
أحبك بشقاوةٍ كفيلة بالتشكل أقلّبها وتقلبني بغمرةِ شدو البلابل ورصانة الإرتعاش بين دهاليز صدرك ... !
هل يكفيك هذا ؟؟
كل ذلك البطش المشاعري الذي يقرع نخابه وأنت أمامي كسهلٍ منبسط !
وأستمر في تنبؤ المجيء.. أتجيء؟
أم تتوارى خلف التفاتاتي !
تستخف بأمثالي !
وتهمس اقتربي أو لا تقتربي واللذة فادحة بين الإحتمالين !
هذا أنت...
كيف لي أن لا أحبك ؟؟
وعروقك المتداخلة بعروقي ترفل وتتغذى وذلك الحب اللاّهب ينعقد بقلبي ،
يرتضي شقائي ، يرتج لكل صوتٍ يهتف باسمك !
والحب إجابة لكل سؤالٍ يطرح نفسه :
هل تتخيل الحياة بدون حبٍ لاهب ؟؟؟؟؟