مجاهدين بدون بندقية
ليس الحب يعبر عنه فقط في قصيدة غزل
وليس الجهاد فقط بحمل بندقية أو عملية فدائية
فكم من مجاهد قدم بصوته او بريشته او بقلمه مالم يقدم المجاهد في بندقيته
واليوم قرات لبعض شعراء صدروا لكل دول العالم هم القضية الفلسطينية
ومن هم هؤلاء الشعراء
أولاً محمود درويش ومن لم يسمع بمحمود درويش
وثانياً سميح القاسم هم من خطفوا كل الأضواء من بقية الشعراء في الأرض المحتلة
لكن اليوم ساسلط الضوء على شاعر آخر وهوا لا يقل عنهم شهرة لكنه في الخارج ليس معروف مثل محمود وسمير ومي زيادة ففلسطين هي الأم التي خرجت لنا في عصر الذل والأنكسار أقوى وانبل واصدق الرجال فمن هوا هذا اللذي ظلم خارج وطنه انه توفيق زياد
ولكل من لم يعرف توفيق زياد اقدم هذه المعلومة عنه
هوا تولد ميدنة الناصرة عام 1929 وأمتدت حياته حتى عام 1994
قدم من خلال حياته الشيئ الكثير وبرز نجمه في كل العالم العربي من خلال قصيدته أناديكم واشد على أياديكم واقبل الارض تحت اقدامكم وأقول أفديكم
هذه القصيدة ومن خلال صوت مرسيل خليفة عرفنا من هوا توفيق زياد
ولتوفيق زياد مجموعتين شعريتين الاولى اشد على اياديكم والثانية أدفنوا موتاكم وانهضو ا
وأنا اخترت هذه القصائد له واتمنى ان تنال أعجابكم
[color=#8B0000]
أجيبيني أنادي جرحك الملوءملحا يافلسطين
اناديه واصرخ ذوبيني فيه صبيني
أنا أبنك خلفتني هاهنا المأساة عنقا تحت سكين
أعيش على حفيف الشوق في غابات زيتوني
واكتب للصعاليك سكراً مراً
واكتب للمساكين واغمس ريشتي في قلبي في شرايني
وآكل حائط الفولاذ وأشرب ريح تشرين
وأدمي وجه مغتصبي بشعر كالسكاكين
وان كسر الردى ظهري وضعت مكانه صوانة
من صخر حطين [
/color]وها هوا مرة اخرى يطلق هذه الكلمات كما يطلق المجاهد الرصاص وهوا يتحلى بالعزم
والتصميم ان يصيب عدوه في الصميم فيقول
باسناني
سأحمي ثرى وطني
باسناني ولن ارضا بديلاً عنه
ولو علقت من شريان شرياني
انا باق
أسير محبتي لسياج داري
للندى للزنبق الحاني
انا باق
ولن تقوى علي جميع صلباني
أنا باق سأحمي ثرى وطني بأسناني
لو تأملنا هذه الكلمات فهي تصلح لكي تكون نشيد يردده الفلسطيني المنتفض
والمناضل المضحي بدمه كل يوم يكون هذا النشيد بمعانيه وقوة كلماته وتنغرز فواصله كالنصل في لحم الأحتلال
وليس شعر توفيق زياد خاص بالمقاومة والنضال ومعبر عن روح المقاومة بل هوا أمتداد لكل انواع الشعر وهنا سأنقل صوزرة له تعبر عن رقته وعذوبة كلماته كتب رسالة إلى أمه التي تعيش خارج الاسوار والحواجز يسالها عن اخبارها ويبثها اشواقه وا
حزانه يحدثها عن الي ماتو وعن الي ولدوا وعن الي تزوجو فل نبحر في شراع كلماته وونهل من عذوبة معانيه في هذه القصيدة التي هي من جعلني أكتب عنه
يقول في رسالة عبر بوابة مندبلوم
امي الحبيبة
لكي مني مئتا قبلة
ابعثها من بيتنا العالي على التلة
من شجرة الفيجن والوردة والفلة
والبيدر الضاحك من دغدغة الغلة
من نصبة الزيتون والسدرة والملة
والموقد الصائم والعيدان والحلة
ومن كرمة كل صيف تملأ السلة
وتوتة بيضاء معتلة
اماه يا اجمل مافي العالم الرحب
ياحبة العين التي اعبد ياقلبي
الشوق عندي وردة تحيا على حبي
اماه
كيف الحال أن القلب يستنبي
وكيف حال الخيمة السوداء والصحب
بالله هل ذبتم كما ذبنا إلى القرب
إليكموا تحية خضراء كالعشب
الطائر المشتاق يهديها إلى السرب
متى تكون خطوتنا الاولى على الدرب
أخبارنا كثيرة عميت عين أبو صلاح من القهري
وام فخري ذهبت حزناً على فخري
والقرية السمراء قد شابت من الصبري
والعين شح الماء فهي لا تجري
لم يبقى يا امي غير الملل والصخر
وابنك ماعاد كما خلفته وحده
لقد تزوجت ببنت الجارة من مدة
تعينني في العمري الملوء بالشدة
إن تلمحيها قلتي نعناعة البلدة
صفحاً لم اعزمك في ليلة الصمدة
لم ادعكم يا امي فالدرب منسدة
وانت قد اصبحتي يا والدتي جدة
لي الأن من لحمك أنا وردة
شيطانة في عامها الثالث شقية كالقردة
أسميتها لله ما أطيبها فهدة
تسألني كل صباح أينه الجدة
تحب فيروز وخصوصاً أغنية العودة
ان توفيق زياد في هذه الرسالة نقل اخبار كل البلدة من الناس الى الحقل وإلى الشجر
واعطى صورة جدا معبرة عن احوله وعن كل الي يهما حالهم
وهنا في هذه الكلمات يبين الجانب الصامد في شخصيته فيقول
كأننا عشرون مستحيل
في اللد في الرملة والجليل
هنا على صدركم باقون كاجدار
وفي حلوقكم كقطعةالزجاج كالصبار
وفي عيونكم زوبعة من نار
هنا على صدوركم باقون كالجدار نجوع نعرى
نتحدى ننشد الاشعار
ونملا الشوارع الغضاب بالمضاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الاطفال جيلاُ ثائراً ورا جيل
اننا هاهنا باقون
فلتشربوا البحرا
نحرس ضل التين والزيتون
ونزرع الافكار كالخمير في العجين
برودة الجليد في اعصابنا
وفي قلوبنا جهنم الحمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب ان جعنا ولا نرحل
وبالدم الزاكي لا نبخل لا نبخل لا نبخل
هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل.
ابن فتح
الإثنين يونيو 09, 2008 10:03 am
